Friday, 21 August 2015

سورة الأنعام آية 0004 - 01250 ت - تفسير فتح القدير - تفسير الشوكاني



* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق 

{ وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَٰتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } * { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّٰهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا ٱلأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ } * { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } * { وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } * { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } * { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ثُمَّ ٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ }

قوله: { وَمَا تَأْتِيهِم } الخ كلام مبتدأ لبيان بعض أسباب كفرهم وتمرّدهم، وهو الإعراض عن آيات الله التي تأتيهم كمعجزات الأنبياء، وما يصدر عن قدرة الله الباهرة مما لا يشك من له عقل أنه فعل الله سبحانه، والإعراض: ترك النظر في الآيات التي يجب أن يستدلوا بها على توحيد الله و «من» في { مّنْ ءايَةٍ } مزيدة للاستغراق و «من» في { مِنْ آيَـٰتِ } تبعيضية، أي وما تأتيهم آية من الآيات التي هي بعض آيات ربهم، إلا كانوا عنها معرضين، والفاء في { فَقَدْ كَذَّبُواْ } جواب شرط مقدر، أي إن كانوا معرضين عنها فقد كذبوا بما هم أعظم من ذلك، وهو الحق { لَمَّا جَاءهُمْ } قيل: المراد بالحق هنا القرآن، وقيل محمد صلى الله عليه وسلم { فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } أي أخبار الشيء الذي كانوا به يستهزءون وهو القرآن، أو محمد صلى الله عليه وسلم، على أن " ما " عبارة عن ذلك تهويلاً للأمر وتعظيماً له، أي سيعرفون أن هذا الشيء الذي استهزءوا به ليس بموضع للاستهزاء، وذلك عند إرسال عذاب الله عليهم، كما يقال: اصبر فسوف يأتيك الخبر عند إرادة الوعيد والتهديد، وفي لفظ الأنباء ما يرشد إلى ذلك، فإنه لا يطلق إلا على خبر عظيم.
قوله: { أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ } كلام مبتدأ لبيان ما تقدّمه، والهمزة للإنكار، و «كم» يحتمل أن تكون الاستفهامية وأن تكون الخبرية وهي معلقة لفعل الرؤية عن العمل فيما بعده، و { مّن قَرْنٍ } تمييز، والقرن: يطلق على أهل كل عصر، سموا بذلك لاقترانهم، أي ألم يعرفوا بسماع الأخبار، ومعاينة الآثار، كم أهلكنا من قبلهم من الأمم الموجودة في عصر بعد عصر؛ لتكذيبهم أنبياءهم. وقيل القرن مدّة من الزمان. وهي ستون عاماً أو سبعون أو ثمانون أو مائة على اختلاف الأقوال، فيكون ما في الآية على تقدير مضاف محذوف، أي من أهل قرن. قوله: { مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ } مكّن له في الأرض جعل له مكاناً فيها، ومكّنه في الأرض: أثبته فيها، والجملة مستأنفة جواب سؤال مقدّر كأنه قيل: كيف ذلك؟ وقيل: إن هذه الجملة صفة لقرن، والأوّل: أولى، و «ما» في { ما لم نمكن } نكرة موصوفة بما بعدها، أي مكّناهم تمكيناً لم نمكّنه لكم، والمعنى: أنا أعطينا القرون الذين هم قبلكم، ما لم نعطكم من الدنيا، وطول الأعمار وقوّة الأبدان، وقد أهلكناهم جميعاً، فإهلاككم وأنتم دونهم بالأولى. قوله: { وَأَرْسَلْنَا ٱلسَّمَاء عَلَيْهِم مَّدْرَاراً } يريد المطر الكثير، عبّر عنه بالسماء، لأنه ينزل من السماء، ومنه قول الشاعر:
والمدرار صيغة مبالغة تدل على الكثرة كمذكار للمرأة التي كثرت ولادتها للذكور، وميناث للتي تلد الإناث، يقال درّ اللبن يدرّ، إذا أقبل على الحالب بكثرة. وانتصاب { مُّدْرَاراً } على الحال؛ وجريان الأنهار من تحتهم معناه: من تحت أشجارهم ومنازلهم، أي أن الله وسّع عليهم النعم بعد التمكين لهم في الأرض، فكفروها، فأهلكهم الله بذنوبهم { وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ } أي من بعد إهلاكهم { قَرْناً آخَرِينَ } فصاروا بدلاً من الهالكين، وفي هذا بيان لكمال قدرته سبحانه، وقوّة سلطانه، وأنه يهلك من يشاء ويوجد من يشاء.
قوله: { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـٰباً فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } في هذه الجملة بيان شدّة صلابتهم في الكفر، وأنهم لا يؤمنون ولو أنزل الله على رسوله كتاباً مكتوباً في قرطاس بمرأى منهم ومشاهدة { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } حتى يجتمع لهم إدراك الحاستين: حاسة البصر، وحاسة اللمس { لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } منهم { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ولم يعملوا بما شاهدوا ولمسوا، وإذا كان هذا حالهم في المرئيّ المحسوس، فكيف فيما هو مجرد وحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة ملك، لا يرونه، ولا يحسونه؟ والكتاب مصدر بمعنى الكتابة، والقرطاس: الصحيفة.
قوله: { وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } هذه الجملة مشتملة على نوع آخر من أنواع جحدهم لنبوّته صلى الله عليه وسلم وكفرهم بها، أي قالوا هلا أنزل الله عليك ملكاً نراه ويكلمنا أنه نبيّ حتى نؤمن به ونتبعه؟ كقولهم:
لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً }
[الفرقان: 7] { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِىَ ٱلأمْرُ } أي لو أنزلنا ملكاً على الصفة التي اقترحوها بحيث يشاهدونه ويخاطبونه ويخاطبهم { لَقُضِىَ ٱلأمْرُ } أي لأهلكناهم إذ لم يؤمنوا عند نزوله، ورؤيتهم له؛ لأن مثل هذه الآية البينة، وهي نزول الملك على تلك الصفة إذا لم يقع الإيمان بعدها، فقد استحقوا الإهلاك والمعاجلة بالعقوبة { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } أي لا يمهلون بعد نزوله ومشاهدتهم له؛ وقيل إن المعنى: إن الله سبحانه لو أنزل ملكاً مشاهداً لم تطق قواهم البشرية أن يبقوا بعد مشاهدته أحياء، بل تزهق أرواحهم عند ذلك، فيبطل ما أرسل الله له رسله، وأنزل به كتبه من هذا التكليف الذي كلف به عباده
لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً }
[الكهف: 7].
قوله: { وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَـٰهُ رَجُلاً } أي لو جعلنا الرسول إلى النبيّ ملكاً يشاهدونه، ويخاطبونه، لجعلنا ذلك الملك رجلاً، لأنهم لا يستطيعون أن يروا الملك على صورته التي خلفه الله عليها إلا بعد أن يتجسم بالأجسام الكثيفة المشابهة لأجسام بني آدم؛ لأن كل جنس يأنس بجنسه، فلو جعل الله سبحانه الرسول إلى البشر، أو الرسول إلى رسوله، ملكاً مشاهداً مخاطباً لنفروا منه ولم يأنسوا به، ولداخلهم الرعب وحصل معهم من الخوف ما يمنعهم من كلامه ومشاهدته، هذا أقلّ حال فلا تتمّ المصلحة من الإرسال.
وعند أن يجعله الله رجلاً، أي على صورة رجل من بني آدم، ليسكنوا إليه ويأنسوا به، سيقول الكافرون إنه ليس بملك وإنما هو بشر، ويعودون إلى مثل ما كانوا عليه.
قوله: { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } أي لخلطنا عليهم ما يخلطون على أنفسهم؛ لأنهم إذا رأوه في صورة إنسان قالوا هذا إنسان وليس بملك، فإن استدل لهم بأنه ملك كذبوه قال الزجاج: المعنى للبسنا عليهم، أي على رؤسائهم كما يلبسون على ضعفتهم، وكانوا يقولون لهم: إنما محمد بشر وليس بينه وبينكم فرق. فيلبسون عليهم بهذا ويشككونهم، فأعلم الله عزّ وجلّ أنه لو نزل ملكاً في صورة رجل، لوجدوا سبيلاً إلى اللبس كما يفعلون. واللبس: الخلط، يقال لبست عليه الأمر ألبسه لبساً، أي خلطته، وأصله التستر بالثوب ونحوه. ثم قال سبحانه مؤنساً لنبيه صلى الله عليه وسلم ومسلياً له { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىء بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } يقال: حاق الشيء يحيق حيقاً وحيوقاً وحيقاناً: نزل أي فنزل ما كانوا به يستهزءون، وأحاط بهم، وهو الحق حيث أهلكوا من أجل الاستهزاء به { قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلأرْضِ } أي قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين سافروا في الأرض، وانظروا آثار من كان قبلكم لتعرفوا ما حلّ بهم من العقوبات، وكيف كانت عاقبتهم بعدما كانوا فيه من النعيم العظيم الذي يفوق ما أنتم فيه، فهذه ديارهم خاربة وجناتهم مغبرة وأراضيهم مكفهرة، فإذا كانت عاقبتهم هذه العاقبة، فأنتم بهم لاحقون، وبعد هلاكهم هالكون.
وقد أخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ ءايَةٍ مّنْ ءايَـٰتِ رَبّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } يقول: ما يأتيهم من شيء من كتاب الله إلا أعرضوا عنه، وفي قوله: { فَقَدْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ } يقول: سيأتيهم يوم القيامة أنباء ما استهزءوا به من كتاب الله عزّ وجل. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: { مّن قَرْنٍ } قال: أمة.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة في قوله: { مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ مَا لَمْ نُمَكّن لَّكُمْ } يقول: أعطيناهم ما لم نعطكم. وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن هارون التيمي في الآية قال: المطر في إبانة. وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق العوفي عن ابن عباس، في قوله: { وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَـٰباً فِى قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } يقول: لو أنزلنا من السماء صحفاً فيها كتاب { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } لزادهم ذلك تكذيباً.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن مجاهد في قوله: { فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ } قال: فمسوه ونظروا إليه لم يصدقوا به.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن محمد بن إسحاق قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه إلى الإسلام، وكلمهم فأبلغ إليهم فيما بلغني، فقال له زمعة بن الأسود بن المطلب، والنضر بن الحارث بن كلدة، وعبدة بن عبد يغوث، وأُبيّ بن خلف بن وهب، والعاص بن وائل بن هشام: لو جعل معك يا محمد ملك يحدّث عنك الناس ويرى معك، فأنزل الله: { وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } الآية. وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن مجاهد في قوله: { وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } قال: ملك في صورة رجل { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِىَ ٱلأمْرُ } لقامت الساعة. وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن قتادة في قوله: { لَقُضِىَ ٱلأمْرُ } يقول: لو أنزل الله ملكاً ثم لم يؤمنوا لعجل لهم العذاب. وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن ابن عباس في قوله: { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً } قال: ولو أتاهم ملك في صورته { لَقُضِىَ ٱلأمْرُ } لأهلكناهم { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } لا يؤخرون { وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَـٰهُ رَجُلاً } قال: في صورة رجل في خلق رجل.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة في قوله: { وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَـٰهُ رَجُلاً } يقول: في صورة آدميّ. وأخرج ابن جرير، عن ابن زيد نحوه. وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم } يقول: شبهنا عليهم. وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن السدي في الآية قال: شبهنا عليهم ما يشبهون على أنفسهم. وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن محمد بن إسحاق قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني بالوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، وأبي جهل بن هشام فهمزوه واستهزءوا به فغاظه ذلك، فأنزل الله: { وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِىء بِرُسُلٍ مّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِٱلَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءونَ }.