*
تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق
{ وَأَنَّهُ كَانَ
يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } * { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ
عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } * { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِّنَ ٱلْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً } * { وَأَنَّهُمْ ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ
ٱللَّهُ أَحَداً } * { وَأَنَّا لَمَسْنَا
ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً }
* { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا
مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }
* {وَأَنَّا لاَ نَدْرِيۤ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي
ٱلأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } * { وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا
طَرَآئِقَ قِدَداً } * { وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلأَرْضِ
وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً }
{ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا } إبليس أو
مردة الجن. { عَلَى ٱللَّهِ شَطَطاً } قولاً ذا شطط وهو البعد ومجاوزة الحد، أو هو
شطط لفرط ما أشط فيه، وهو نسبة الصاحبة والولد إلى الله.
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } اعتذار عن اتباعهم السفيه في ذلك بظنهم أن أحداً لا يكذب على الله، و { كَذِبًا } نصب على المصدر لأنه نوع من القول أو الوصف المحذوف، أي قولاً مكذوباً فيه، ومن قرأ «ن لَّن تَقُولَ»أَ كيعقوب جعله مصدراً لأن التقول لا يكون إلا { كَذِبًا }.
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ ٱلْجِنّ } فإن الرجل كان إذا أمسى بقفر قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه. { فَزَادوهُمْ } فزادوا الجن باستعاذتهم بهم. { رَهَقاً } كبراً وعتواً، أو فزاد الجن والإِنس غياً بأن أصلوهم حتى استعاذوا بهم، والرهق في الأصل غشيان الشيء.
{ وَأَنَّهُمْ } وأن الإِنس. { ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ } أيها الجن أو بالعكس، والآيتان من كلام الجن بعضهم أو استئناف كلام من الله تعالى، ومن فتح { أن } فيهما جعلهما من الموحى به. { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } ساد مسد مفعولي { ظَنُّواْ }.
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاء } طَلَبنا بلوغ السماء أو خبرها، واللمس مستعار من المس للطلب كالجس يقال ألمسه والتمسه وتلمسه كطلبه واطلبه وتطلبه. { فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ حَرَساً } حراساً اسم جمع كالخدم. { شَدِيداً } قوياً وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها. { وَشُهُباً } جمع شهاب وهو المضيء المتولد من النار.
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ } مقاعد خالية عن الحرس والشهب، أو صالحة للترصد والاستماع، و { لِلسَّمْعِ } صلة لـ { نَقْعُدُ } أو صفة لـ { مَقَـٰعِدَ }. { فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } أي شهاباً راصداً له ولأجله يمنعه عن الاستماع بالرجم، أو ذوي شهاب راصدين على أنه اسم جمع للراصد، وقد مر بيان ذلك في «الصافات».
{ وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلأَرْضِ } بحراسة السماء. { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } خيراً.
{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ } المؤمنون الأبرار. { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } أي قوم دون ذلك فحذف الموصوف وهم المقتصدون. { كُنَّا طَرَائِقَ } ذوي طرائق أي مذاهب، أو مثل طرائق في اختلاف الأحوال أو كانت طرائقنا طرائق. { قِدَداً } متفرقة مختلفة جمع قدة من قد إذا قطع.
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا } علمنا. { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلأَرْضِ } كائنين في الأرض أينما كنا فيها. { وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } هاربين منها إلى السماء، أو لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمراً ولن نعجزه هرباً إلى طلبنا.
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } اعتذار عن اتباعهم السفيه في ذلك بظنهم أن أحداً لا يكذب على الله، و { كَذِبًا } نصب على المصدر لأنه نوع من القول أو الوصف المحذوف، أي قولاً مكذوباً فيه، ومن قرأ «ن لَّن تَقُولَ»أَ كيعقوب جعله مصدراً لأن التقول لا يكون إلا { كَذِبًا }.
{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مّنَ ٱلإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مّنَ ٱلْجِنّ } فإن الرجل كان إذا أمسى بقفر قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه. { فَزَادوهُمْ } فزادوا الجن باستعاذتهم بهم. { رَهَقاً } كبراً وعتواً، أو فزاد الجن والإِنس غياً بأن أصلوهم حتى استعاذوا بهم، والرهق في الأصل غشيان الشيء.
{ وَأَنَّهُمْ } وأن الإِنس. { ظَنُّواْ كَمَا ظَنَنتُمْ } أيها الجن أو بالعكس، والآيتان من كلام الجن بعضهم أو استئناف كلام من الله تعالى، ومن فتح { أن } فيهما جعلهما من الموحى به. { أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَداً } ساد مسد مفعولي { ظَنُّواْ }.
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَاء } طَلَبنا بلوغ السماء أو خبرها، واللمس مستعار من المس للطلب كالجس يقال ألمسه والتمسه وتلمسه كطلبه واطلبه وتطلبه. { فَوَجَدْنَـٰهَا مُلِئَتْ حَرَساً } حراساً اسم جمع كالخدم. { شَدِيداً } قوياً وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها. { وَشُهُباً } جمع شهاب وهو المضيء المتولد من النار.
{ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمْعِ } مقاعد خالية عن الحرس والشهب، أو صالحة للترصد والاستماع، و { لِلسَّمْعِ } صلة لـ { نَقْعُدُ } أو صفة لـ { مَقَـٰعِدَ }. { فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً } أي شهاباً راصداً له ولأجله يمنعه عن الاستماع بالرجم، أو ذوي شهاب راصدين على أنه اسم جمع للراصد، وقد مر بيان ذلك في «الصافات».
{ وَأَنَّا لاَ نَدْرِى أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِى ٱلأَرْضِ } بحراسة السماء. { أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً } خيراً.
{ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ } المؤمنون الأبرار. { وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ } أي قوم دون ذلك فحذف الموصوف وهم المقتصدون. { كُنَّا طَرَائِقَ } ذوي طرائق أي مذاهب، أو مثل طرائق في اختلاف الأحوال أو كانت طرائقنا طرائق. { قِدَداً } متفرقة مختلفة جمع قدة من قد إذا قطع.
{ وَأَنَّا ظَنَنَّا } علمنا. { أَن لَّن نُّعْجِزَ ٱللَّهَ فِى ٱلأَرْضِ } كائنين في الأرض أينما كنا فيها. { وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَباً } هاربين منها إلى السماء، أو لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمراً ولن نعجزه هرباً إلى طلبنا.