* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606
هـ) مصنف و مدقق
{ لَمَّا سَمِعْنَا
ٱلْهُدَىٰ } أي القرآن، قال تعالى:
{ هُدًى لّلْمُتَّقِينَ }
[البقرة: 2] { آمنا بِهِ } أي آمنا بالقرآن { فَلاَ يَخَافُ } فهو لا يخاف أي فهو غير خائف، وعلى هذا يكون الكلام في تقدير جملة من المبتدأ والخبر، أدخل الفاء عليها لتصير جزاء للشرط الذي تقدمها، ولولا ذاك لقيل: لا يخف، فإن قيل: أي فائدة في رفع الفعل، وتقدير مبتدأ قبله حتى يقع خبراً له ووجوب إدخال الفاء، وكان ذلك كله مستغنى عنه بأن يقال: لا يخف قلنا: الفائدة فيه أنه إذا فعل ذلك، فكأنه قيل: فهو لا يخاف، فكان دالاً على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة، وأنه هو المختص لذلك دون غيره، لأن قوله: فهو لا يخاف معناه أن غيره يكون خائفاً، وقرأ الأعمش: { فلا يخف } ، وقوله تعالى: { بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } البخس النقص، والرهق الظلم، ثم فيه وجهان الأول: لا يخاف جزاء بخس ولا رهق، لأنه لم يبخس أحداً حقاً، ولا (رهق) ظلم أحداً، فلا يخاف جزاءهما الثاني: لا يخاف أن يبخس، بل يقطع بأنه يجزي الجزاء الأوفى، ولا يخاف أن ترهقه ذلة من قوله:
{ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ }
[القلم:43].
النوع الثالث عشر: قوله تعالى:
{ هُدًى لّلْمُتَّقِينَ }
[البقرة: 2] { آمنا بِهِ } أي آمنا بالقرآن { فَلاَ يَخَافُ } فهو لا يخاف أي فهو غير خائف، وعلى هذا يكون الكلام في تقدير جملة من المبتدأ والخبر، أدخل الفاء عليها لتصير جزاء للشرط الذي تقدمها، ولولا ذاك لقيل: لا يخف، فإن قيل: أي فائدة في رفع الفعل، وتقدير مبتدأ قبله حتى يقع خبراً له ووجوب إدخال الفاء، وكان ذلك كله مستغنى عنه بأن يقال: لا يخف قلنا: الفائدة فيه أنه إذا فعل ذلك، فكأنه قيل: فهو لا يخاف، فكان دالاً على تحقيق أن المؤمن ناج لا محالة، وأنه هو المختص لذلك دون غيره، لأن قوله: فهو لا يخاف معناه أن غيره يكون خائفاً، وقرأ الأعمش: { فلا يخف } ، وقوله تعالى: { بَخْساً وَلاَ رَهَقاً } البخس النقص، والرهق الظلم، ثم فيه وجهان الأول: لا يخاف جزاء بخس ولا رهق، لأنه لم يبخس أحداً حقاً، ولا (رهق) ظلم أحداً، فلا يخاف جزاءهما الثاني: لا يخاف أن يبخس، بل يقطع بأنه يجزي الجزاء الأوفى، ولا يخاف أن ترهقه ذلة من قوله:
{ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ }
[القلم:43].
النوع الثالث عشر: قوله تعالى: