Wednesday, 18 November 2015

سورة الأنبياء آية 0022 - 00774 ت - تفسير القرآن الكريم - تفسير ابن كثير

* تفسير تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق 

ينكر تعالى على من اتخذ من دونه آلهة، فقال: { أَمِ ٱتَّخَذُوۤاْ ءَالِهَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ } أي: أهم يحيون الموتى، وينشرونهم من الأرض؟ أي: لا يقدرون على شيء من ذلك، فكيف جعلوها لله نداً وعبدوها معه؟ ثم أخبر تعالى أنه لو كان في الوجود آلهة غيره، لفسدت السموات والأرض، فقال: { لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ } أي: في السموات والأرض { لَفَسَدَتَا } كقوله تعالى:
مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }
[المؤمنون: 91] وقال ههنا: { فَسُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } أي: عما يقولون أن له ولداً أو شريكاً، سبحانه وتعالى وتقدس وتنزه عن الذي يفترون ويأفكون علواً كبيراً.

وقوله: { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـأَلُونَ } أي: هو الحاكم الذي لا معقب لحكمه، ولا يعترض عليه أحد؛ لعظمته وجلاله وكبريائه وعمله وحكمته وعدله ولطفه، { وَهُمْ يُسْـأَلُونَ } أي وهو سائل خلقه عما يعملون؛ كقوله:
فَوَرَبِّكَ لَنَسْـأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[الحجر: 92 ــــ 93] وهذا كقوله تعالى:
وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ }
[المؤمنون: 88].