Monday, 2 November 2015

سورة الأنبياء آية 0066 - 00310 ت - تفسير جامع البيان في تفسير القرآن - تفسير الطبري

* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق 

يقول تعالـى ذكره: قال إبراهيـم لقومه: أفتعبدون أيها القوم ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضرّكم، وأنتـم قد علـمتـم أنها لـم تـمنع نفسها مـمن أرادها بسوء، ولا هي تقدر أن تنطق إن سئلت عمن يأتـيها بسوء فتـخبر به، أفلا تستَـحْيون من عبـادة ما كان هكذا؟ كما:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق: { قالَ أفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا ينْفَعُكمْ شَيْئا وَلا يَضُرُّكُمْ... } الآية، يقول يرحمه الله: ألا ترون أنهم لـم يدفعوا عن أنفسهم الضرّ الذي أصابهم، وأنهم لا ينطقون فـيخبرونكم من صَنع ذلك بهم، فكيف ينفعونكم أو يضرّون

وقوله: { أُفّ لَكُمْ } يقول: قُبحاً لكم وللآلهة التـي تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون قبح ما تفعلون من عبـادتكم ما لا يضرّ ولا ينفع، فتتركوا عبـادته، وتعبدوا الله الذي فطر السموات والأرض، والذي بـيده النفع والضرّ؟