*
تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق
{ أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ } قرأ نافع وابن
عامر «أُسِّسَ» بضم الهمزة وكسر السين، «بنيانُه» برفع النون فيها جميعاً على غير
تسمية الفاعل. وقرأ الآخرون: «أَسَّسَ» بفتح الهمزة والسين، «بنيانَه»: بنصب
النون، على تسمية الفاعل. { عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ } ،
أي: على طلب التقوى ورضا الله تعالى خيرٌ، { أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ
شَفَا }: على شفير، { جُرُفٍ }؟ قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر «جُرْف» ساكنة الراء،
وقرأ الباقون بضم الراء وهما لغتان، وهي البئر التي لم تُطْوَ. قال أبو عبيدة: هو
الهوة وما يجرفه السيل من الأودية فينجرف بالماء فيبقى واهياً، { هَارٍ } ، أي:
هائر وهو الساقط يقال: هار يهور فهو هائر، ثم يقلب فيقال: هار مثل شاك وشائك وعاق
وعائق. وقيل: هو من هار يهار: إذا انهدم، ومعناه: الساقط الذي يتداعى بعضه في إثْر
بعض كما ينهار الرمل والشيء الرخو. { فَٱنْهَارَ بِهِ } ، أي: سقط بالباني { فِى
نَارِ جَهَنَّمَ } ، يريد بناء هذا المسجد الضرار كالبناء على شفير جهنّم فيهور
بأهلها فيها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: يريد صيرهمُ النفاقُ إلى النار.
{ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، قال قتادة: والله ما تناهى أن وقع في النار، وذكر لنا أنه حفرت بقعة فيه، فرُؤيَ الدخان يخرج منها. وقال جابر بن عبدالله: رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار.
{ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، قال قتادة: والله ما تناهى أن وقع في النار، وذكر لنا أنه حفرت بقعة فيه، فرُؤيَ الدخان يخرج منها. وقال جابر بن عبدالله: رأيت الدخان يخرج من مسجد الضرار.