* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق
{ فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ
أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا
هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ } * { قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ
يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ } * { أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
قوله تعالى: {
فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أي رجع بعضهم إلى بعض رجوع المنقطع عن حجته،
المتفطن لصحة حجة خصمه. { فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ } أي
بعبادة من لا ينطق بلفظة، ولا يملك لنفسه لحظة، وكيف ينفع عابديه ويدفع عنهم
البأس، من لا يرد عن رأسه الفأس.
قوله تعالى: { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ } أي عادوا إلى جهلهم وعنادهم فقالوا: { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ } فـ { قَالَ } قاطعاً لما به يهذون، ومفحماً لهم فيما يتقوَّلون { أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ } أي النَّتن لكم { وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. وقيل: «نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ» أي طأطَؤا رءوسهم خجلاً من إبراهيم، وفيه نظر؛ لأنه لم يقل نكسوا رءوسهم، بفتح الكاف بل قال: «نُكِسُوا علَى رَءُوسِهِمْ» أي ردوا على ما كانوا عليه في أول الأمر، وكذا قال ابن عباس، قال: أدركهم الشقاء فعادوا إلى كفرهم.
قوله تعالى: { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ } أي عادوا إلى جهلهم وعنادهم فقالوا: { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ } فـ { قَالَ } قاطعاً لما به يهذون، ومفحماً لهم فيما يتقوَّلون { أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ } أي النَّتن لكم { وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. وقيل: «نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ» أي طأطَؤا رءوسهم خجلاً من إبراهيم، وفيه نظر؛ لأنه لم يقل نكسوا رءوسهم، بفتح الكاف بل قال: «نُكِسُوا علَى رَءُوسِهِمْ» أي ردوا على ما كانوا عليه في أول الأمر، وكذا قال ابن عباس، قال: أدركهم الشقاء فعادوا إلى كفرهم.