Monday, 2 November 2015

سورة الأنبياء آية 0066 - 00671 ت - تفسير الجامع لأحكام القرآن - تفسير القرطبي

* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق 

قوله تعالى: { فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ } أي رجع بعضهم إلى بعض رجوع المنقطع عن حجته، المتفطن لصحة حجة خصمه. { فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ } أي بعبادة من لا ينطق بلفظة، ولا يملك لنفسه لحظة، وكيف ينفع عابديه ويدفع عنهم البأس، من لا يرد عن رأسه الفأس.

قوله تعالى: { ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ } أي عادوا إلى جهلهم وعنادهم فقالوا: { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ } فـ { قَالَ } قاطعاً لما به يهذون، ومفحماً لهم فيما يتقوَّلون { أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلاَ يَضُرُّكُمْ أُفٍّ لَّكُمْ } أي النَّتن لكم { وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. وقيل: «نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ» أي طأطَؤا رءوسهم خجلاً من إبراهيم، وفيه نظر؛ لأنه لم يقل نكسوا رءوسهم، بفتح الكاف بل قال: «نُكِسُوا علَى رَءُوسِهِمْ» أي ردوا على ما كانوا عليه في أول الأمر، وكذا قال ابن عباس، قال: أدركهم الشقاء فعادوا إلى كفرهم.