*
تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق
{ وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَـٰبٌ مّنْ عِندِ ٱللَّهِ
} يعنى القرآن { مُصَدّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ } من كتابهم، وقرىء بالنصب على الحال من
كتاب لتخصصه بالوصف، وجواب لما، محذوف دل عليه جواب لما الثانية. { وَكَانُواْ مِن
قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي يستنصرون على المشركين
ويقولون: اللهم انصرنا بنبي آخر الزمان المنعوت، في التوراة. أو يفتحون عليهم
ويعرفونهم أن نبياً يبعث منهم، وقد قرب زمانه، والسين للمبالغة والإشعار أن الفاعل
يسأل ذلك عن نفسه { فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ } من الحق. { كَفَرُواْ بِهِ
} حسداً وخوفاً على الرياسة. { فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي
عليهم، وأتى بالمظهر للدلالة على أنهم لعنوا لكفرهم، فتكون اللام للعهد، ويجوز أن
تكون للجنس ويدخلون فيه دخولاً أولياً لأن الكلام فيهم.